الإيمان بالملائكة من دواعي التقوى والإخلاص
الشرح:
هؤلاء هم العباد المكرمون، الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، يجب على كل مؤمن أن يؤمن بهم في الجملة، وبكل ما ورد وصح من صفاتهم وأعمالهم، والواجب على التفصيل: أن من ذكره الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم فنؤمن باسمه، وبما ذكر من عمله وصفته.
وإذا كان العبد المؤمن في حالة من الوساوس، والمعاصي والذنوب، وتذكر أن لله تبارك وتعالى خلقاً يتنزهون عما يرتكبه بنو آدم من الآثام والخطايا، وعما يجول في قلوبهم من الشبهات والشهوات والوساوس، وأن هؤلاء الخلق المطهرين المبرئين من ذلك يحبون المؤمنين، ويوادونهم ويعاونونهم بإذن الله تعالى، وينصرونهم، فهم جند الله تبارك وتعالى، الذين بهم يدبر أمر هذا العالم، وبهم ينصر ويؤيد عباده المؤمنين -عندما يتأمل المؤمن ذلك؛ فإنه لا يشعر بالغربة بين الناس، وإن جاروا عليه وظلموه، وإن ارتكبوا من الخطايا والآثام ما ارتكبوا، وإن كان وحيداً غريباً في أي مكان، فإن الله سبحانه وتعالى تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن: ((وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا))[الإسراء:44].
وهؤلاء العباد المكرمون يعبدونه ويسبحونه، وهذا العبد الصالح من بني آدم يعبد الله ويدعو إليه ويذكره ويسبحه، فبقي الشذوذ في هؤلاء الكفار، فهم شواذ وإن كثر عددهم في الأرض، وعليهم تدور الدائرة، وتكون العاقبة للمتقين.
فهذه المعاني إذا استحضرها العبد المؤمن، واستحضر مع ذلك أن الله سبحانه وتعالى قد وكلهم بكتابة الأعمال وحفظها؛ فإن ذلك من دواعي التقوى والإخلاص لله سبحانه وتعالى، والرغبة إليه والرهبة من عذابه عز وجل. وهذه فائدة من فوائد كثيرة يستفيدها المؤمن إذا آمن بالملائكة كما أمر الله تبارك وتعالى، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم.